ويحك يا نفس توبي
ويحك يا نفس توبي.
لم تعد تغريني الدنيا بما فيها، لا بزخرفها ولا ببريقها.
أرى نفسي تائهاً في ظلام دامس، أسير بلا هدف. لا شعار لي ولا إحساس. أحاول جاهداً
إيقاظ نفسي بنفسي. أجاهد نفسي كي أجد الطريق الصحيح، لكن لا أقدر. أحاول ترميم
نفسي وجمع أشلائها المبعثرة. إني أرى نوراً بعيدا وقريبا، وأحاول الوصول إليه، لكن
الظلام كثيف ونفسي تميل إليه.
مغرورة أنت يا
نفس. كنتُ غافلا، ضائعاً، مشتت الأفكار. واجهتُ نفسي، وقفت ضدها.كنت أرى صراعاً
بيني وبينها. ماذا أقول لخالقها؟ غرتني نفسي أم اتبعت الهوى؟ علمت أنه لدي خصمان.
نعم خصمان: النفس والهوى، ولا أعلم أي طريق أسلك. تبعثرت أفكاري. دخلت في دوامة،
ولم أعلم كيف أخرج منها. بعدها سمعت كلاماً من رب النفس يقول جل في علاه: "ومن
أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى." حينها أدركت أن
الظلام الدامس والصراع مع النفس والهوى له علاجه. كنت أعرف العلاج، لكنني كنت مشوش
الأفكار. نظرت إلى السماء ودعوت الله وسلكت طريقاً ينبثق منه الضياء، أرى فيه أملا.
سعيت إليه فكان السعي له محموداً. بدأت في السير بهدف وشعار وإحساس. ويحك يا نفس
توبي ...
0 التعليقات: