سيدي عبد الرحمان ميموني: الرجل المربي الذي يأبى النسيان
قليلون فقط هم من يحوزون شيئاً صادقاً في هذه الحياة العابرة.
قليلون فقط هم من يستحقون أن نقف لهم وقفة إجلال وإكبار لما قدموه من
تضحيات جسام.
قليلون فقط من يظلون راسخين في الذاكرة الجماعية لقصر الدويرة، ويأبون الرحيل.
يأبون النسيان.
من صادف سيدي عبد الرحماني ميموني اليوم وهو الذي تجاوز الستين ببضع سنين، لا
يخال أنه هو نفسه الشخص المعطاء الذي لازال اسمه وصورته عالقين في أذهان الكثيرين ممن اغترفوا من
معارفه وتلقوا الدروس على يده، أو ممن صادفوه وشهدوا له بالجدية والتفاني في
العمل.
اثنى عشر عاماً (1990-2002) التي قضاها في تدريس أبناء قصر الدويرة بمجموعة
مدارس للا أمينة كانت كافية ليشهد له الكل بأنه شكل بحق مناراة كبرى أنارت عقول أجيال برمتها، وتخرج على يده أجيال من الرجال، أجيال لازالت إلى اليوم تعترف بتفانيه وجديته.
ولد سيدي عبد الرحمان ميموني بقصر الدويرة عام 1955 (وهذا التاريخ غير مضبوط
لأنه لم يسجل في الحالة المدنية حتى سنة 1969). تلقى أربع سنوات من تعليمه
الإبتدائي بمدرسة قصر الدويرة، وسنتين (الصف الخامس والسادس) بمدرسة الزاوية
القديمة حيث حصل على شهادته الإبتدائية عام 1970.
حصل بعد ذلك على شهادة السلك الاعدادي بإعدادية النخيل بأرفود، وشهادة
البكالوريا تخصص علوم تجريبية بثانوية اغريس (كلمية) عام 1981، ثم التحق بجامعة
سيدي محمد بن عبد الله بفاس حين نال شهادة الإجازة في علوم الجيولوجيا عام 1986.
بعد حصوله على دبلوم تكوين المعلمين شهر يوليوز 1987، تعين كمعلم بمجموعة
مدارس بوكافر، وكانت تسمى وقتها بمجموعة مدارس افزو بألنيف. عام 1989، انتقل للعمل بمجموعة
مدارس للا أمينة بالدويرة: عمل سنة واحدة بقصر الزاوية القديمة، ثم درس اثني عشر
عاماً بقصر الدويرة مسقط رأسه.
وفي عام 2002، عين كمدير في السلك الابتدائي بمجموعة مدارس سيدي مجبر بفزنا
(الجرف)، وفي عام 2009، انتقل إلى مجموعة مدارس الإمام مسلم بجماعة
الخنك-الرشيدية، وبقي هناك إلى أن أحيل على التقاعد في غشت 2016، وهو الآن مستقر
مع أسرته في مدينة الرشيدية.
0 التعليقات: