مولاي عبد الرحمان حبيض: زعيم المقاومة الذي يأبى النسيان

ديسمبر 06, 2018 Unknown 2 تعليقات










لا نجد شيئا نستهل به كلامنا عن مولاي عبد الرحمان حبيض إلا قول الشاعر مهيار الديلمي:

يفنى بنو الدنيا وأنت معها           باق على مر الزمان خالد
تبقى عليك والذي نأخذه            من الجزاء مضمحل بائد
محامد يحسدك الناس لها               والناس إما حامد أو حاسد


         ولد مولاي عبد الرحمان حبيض عام 1932ميلادية بقصر الدويرة، ولما كان المستعمر الفرنسي قد فرض حمايته على المغرب منذ 1912، انخرط الراحل مبكراً في صفوف المقاومة المسلحة بدائرة أرفود، ولم ينخرط فقط كمقاوم بسيط وإنما كقيادي بارز أسهم، بلا شك وفي غير ارتياب، في تحرير وطننا الحبيب، ولأنه كان كذلك لم يتواني المستعمر في اعتقاله وسجنه وتعذيبه. 


بعد استقلال المغرب عام 1956، أسهم الراحل في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عام 1959، وكان هو المسؤول الأول عن الحزب بقصر السوق (الرشيدية حاليا) وبقي كذلك إلى حدود عام 1977. ويحكى أن مولاي عبد الرحمان حبيض طالما عرف باستماتته في الدفاع عن مبادئ الديموقراطية والمساواة بين مختلف شرائح الشعب المغربي، لذلك تم تعيينه عضواً في اللجنة المركزية للإتحاد الوطني والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

في عام 1972، شكل الراحل أحد أبرز المؤسسين لشركة "زيز" لتوزيع المحروقات، ومثلها في وحدة فاس وخريبكة ثم أخيراً بمدينة الفقيه بن صالح (1974) حيث استقر به المقام وأمضى بها ما بقي له من حياة، وله خمسة أولاد ذكور هم طارق، ومولاي الحسن، ومولاي سليمان، وخالد، وشوكري ومولاي علي، وثلاث بنات: للا مليكة، للا خولة، وللا أم كلثوم.

وتوفي الراحل يوم الثلاثاء 9 يناير 2018 بمدينة الفقيه بن صالح بعد صراعه مع مرض عضال لم ينفع معه طبيب ولا دواء، وقد وري الثرى بمسقط رأسه بقصر الدويرة.



وبمناسبة الأربعينية لوفاة الفقيد، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يوم 16 فبراير 2018 بالفقيه بن صالح حفل تأبين حضرته أسرة الراحل وعدد من الشخصيات البارزة، وأكد من خلاله المدوب السامي أن مولاي عبد الرحمان حبيض كان رمزاً ولا يزال للنضال والكفاح من أجل الحرية والاستقلال.




 وفي الختام، نسأل الله عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه وجزيه خير جزاء لما قدمه من تضحيات جسام في سبيل تحرير بلاده من المستعمر الغاشم، وفي سبيل إحقاق الحق والعدالة الاجتماعية في وطنه. 






تنسيق وإعداد: رشيد الهاشمي



هناك تعليقان (2):

  1. لقد تريثت قبل أن أكتب هذه الكلمات، لأنه سبق لي أن اطلعت على جوانب من شخصية هذا الرجل في موقعي: "مغرس" و "أزلال 24" فاندهشت كغيري لأن "با حو" رحمه الله تعالى كما يسمى في البلد، كل ما سمعنا عنه معلومات بسيطة.
    وبعد أن تبين لي أنه لا بأس من المشاركة لكون هذا الأمر سيسهم بإذن الله تعالى في إغناء النقاش المفتوح حول تدوين تراث المنطقة ومنها "قصر الدويرة" الحصن الممتنع على الغزاة، أحببت كالعادة أن أثير بعض الملاحظات الهدف منها تدقيق الأمور.
    فالترجمة بصفة عامة لأي شخصية لا بد فيها من أمور أساسية كمولده، ونشأته ومراحلها المختلفة، وتعليمه، ووظيفته، وأساتذته أو شيوخه، ومنجزاته أو آثاره، ثم وفاته، إلخ. مما هو ضروري في التراجم.
    وبعض هذه الجوانب غير موجودة، فإذا لم يبحث عنها ويتم تدوينها الآن فما بالك إذا طال العهد وانقطع السند.
    لذلك يرجى استدراك ما يمكن أستدراكه ليكون البحث أجود. مع ضرورة التنبيه على التوثيق و الوثائق.
    تحياتي وسلامي.

    ردحذف