كبيري مولاي أحمد: المربي الفصيح الذي يأبى النسيان
من
أين للمرء بيد حنونة تأخذ بجهله وأميته إلى مدار العلم والمعرفة؟
من أين للمرء بمعلم يعلمه حروف القراءة وأرقام الحساب
ليتبدد ذلك الصقيع المتجمد فوق صدره؟
من أين للمرء بمربي يضحي بالغالي والنفيس لينبت طلابه
على القيم الفاضلة ومكارم الأخلاق؟
من
أين للمرء بمعلم ومربي كحجم مولاي أحمد كبيري؟ من منا لم يتتلمذ على يده؟ من منا
لم يغترف يوماً من معارف هذا الكبير ويتلقى العلم عنده؟ قليلون فقط هم أولئك الذين
لم يحظوا بهذا الشرف، بينما أجيال الثمانينات والتسعينات وحتى أجيال بداية الألفية
الثالثة هي بلا شك تعرفه حق المعرفة، وتعترف بفضل الكبير في مسارها الدراسي.
مولاي
أحمد كبيري لم يكن مدرساً فحسب، بل أباً لكل تلاميذه، تلاميذه الذين كان يضعهم في
عيونه ويهتم لشؤونهم لكأنهم أبناءه وفلذات كبده. نعم إننا أبناءه ونعتز بذلك. نحن
أبناءه الذين نحبه ونوقره ونضعه تاجاً فوق رؤوسنا. فهنيئاً لنا بك أيها المربي الشامخ.
ولد
مولاي أحمد كبيري سنة 1963 بقصر الدويرة. بعد حصوله على شهادة الدروس الابتدائية بمدرسة
الدويرة سنة 1975 بميزة حسنة، تابع دراسته الاعدادية والثانوية بثانوية النخيل
بأرفود، وذلك بعد استفادته من منحة بالداخلية. في عام 1982، حصل على شهادة
البكالوريا في شعبه الآداب العصرية، ثم التحق بعد ذلك بمركز تكوين المعلمين
بالرشيدية.
بدأ
مساره المهني عام 1983 حيث عين كمدرس بمجموعة مدارس بوكافر بإقليم ورزازات. بعد
أربعة سنوات، انتقل إلى مجموعة مدارس الزعاري-أرفود حيث قضى بها عاماً واحداً
لينتقل في إطار تبادل آلي إلى مسقط رأسه بقرية الدويرة عام 1988 حيث درس ثلاث
مستويات مدة 21 عاماً.
في
سنة 2009، أسندت لمولاي أحمد كبيري مهام الإدارة التربوية، فاشتغل كمدير لأحد
المدارس الابتدائية بإملشيل حيث قضى بها أربعة أعوام، ثم قضى خمس سنوات بالريصاني
قبل أن يعود إلى مسقط رأسه هذا العام 2018، وهو الآن مدير المدرسة الإبتدائية
بالدويرة.
لم
يعرف مولاي أحمد كبيري فقط ككفاءة تربوية تنهل منها الأجيال العلم الذي يضيء الدروب
ويوقظ الجهل القابع في نفوس تلاميذه، وإنما عرف أيضاً بفصاحته اللغوية، وبخطابته
المتفردة، فما نُظم من لقاء تواصلي أو نشاط تنموي إلا وبزغ هذا الخطيب سيد
المشاهد. ما إن يعتلي مولاي أحمد كبيري منبر الكلام إلا وسافر بالأنام إلى عامله
الذي تصير فيه الكلمات درراً وجواهر، وتتحول اللغة إلى كلام حلو ينساب إلا الآذان
بكل تلقائية وروية، فيدخل الناس في عالم فصيح تتناسق فيه الجمل والكلمات، فيحيي
الغابر من اللغة ويعيد ترتيبه في قوالب بلاغية ومجازية تسلب العقل والخاطر.
مولاي أحمد كبيري أيضاً هو رجل الكرة الساحرة، بل يعد من أبرز رجالات البلدة الذين قعدوا للكرة المحلية بالدويرة وأسهم في تشكل الذاكرة الكروية بالبلدة، وتبعاً لذلك كان من بين المكرمين في النسخة الثالثة من دوري الأجيال المنظم من طرف جمعية أجيال الدويرة للتربية والتنمينة.
كما لا ننسى أن نذكر بأن له بصمة بارزة في العمل الجمعوي بالبلدة، فهو الذي أفنى حياته في حجرات التدريس لم يبخل يوماً بدعم جمعيات البلدة ومساندتهم قلباً وقالبا حين الرخاء وفي أحلك الظروف.
مولاي أحمد كبيري أيضاً هو رجل الكرة الساحرة، بل يعد من أبرز رجالات البلدة الذين قعدوا للكرة المحلية بالدويرة وأسهم في تشكل الذاكرة الكروية بالبلدة، وتبعاً لذلك كان من بين المكرمين في النسخة الثالثة من دوري الأجيال المنظم من طرف جمعية أجيال الدويرة للتربية والتنمينة.
كما لا ننسى أن نذكر بأن له بصمة بارزة في العمل الجمعوي بالبلدة، فهو الذي أفنى حياته في حجرات التدريس لم يبخل يوماً بدعم جمعيات البلدة ومساندتهم قلباً وقالبا حين الرخاء وفي أحلك الظروف.
قليلٌ
كل ما قيل في حقك أيها المربي.
قليل
كل ما منارة أجيال البلدة .
عذراً على تقصيرنا في حقك، لكن اعلم أننا – نحن
تلاميذك وأبناء بلدتك – نكن لك خالص الحب والتقدير.