أشداء على النساء رحماء بينهم
خاطرة بقلم: نازك بوفار
عندما
جاءت إلى الدنيا كان وجهها يشبه قمرا لا يفأل، وكانت عيناها كبلورتين يشعان نوراً
وحبا، لكنها لم تسمع صوتَ زغاريدَ تهز الدار فرحاً بقدومها. بقي السؤال معلقاً في ﺫهنها
وراحت تلاحق الأيام لتعرف السبب.
عندما
كبرت قليلاً وجدت رجالاً غلاظاً أشداء وضعوا كل شيء جنباً وتفرغوا كي يحمون ظهرها.
هذا ينهرها لأنها استيقظت متأخرة، وهذا يأمرها بأن تعد له طعاما يأكله وشراباً
يشربه، وهذا يرابط جنب الباب يمنعا الخروج أو استراق نظرة في الخارج.
كبرت
وكبر السؤال المحير، لكنها لم تعرف الاجابة بعد.
كبرت
ولم تشعر يوماً أنها تعيش داخل أسرة، بل داخل ثكنة عسكرية يتجاوز عدد أفرادها
الستين. لم يكن سهلاً أن تميز أباها بين عشرات الرجال الذين يملؤون الدار،
وعلاقتها بأمها انتهت بعد حولين كاملين من الرضاعة، ثم وجدت نفسها بين بنات
الأعمام والعمات المطلقات تتعلم منهن ما ينفعها.
مضت
الأيام إلى أن جاء قرار ترحيلها لثكنة أخرى لا تقل سوءً وقسوة. ترقت إلى رتبة عروس
وتملكت سريراً لهُ باب يغلق، وصارت تصدر للثكنة جنوداً يحمونها.
ماتت
وهذا السؤال لا يزال... لم لم تحظ بزغرودة
حين مولدها؟
Lucky Club casino site - Lucky Club Casino Review
ردحذفLucky Club Casino provides the best selection of games and luckyclub games for mobile. Get the best bonuses, promotions and payment methods. Sign up at Rating: 4 · Review by LuckyClub.live